البقرة المقدسة
كتاب البقرة السماوية ( Book of the Heavenly Cow) :- يعتقد الأثريون أن كتاب البقرة السماوية كتب فى الدولة الوسطى , و لكن النسخ الكاملة منه نجدها فى ثلاثه من مقابر ملوك الدولة الحديثه و هم الملك سيتى الأول , و الملك رمسيس الثانى , و الملك رمسيس الثالث , كما نجد جزء منه فى مقبرة الملك رمسيس السادس . و تحمل مقاصير توت عنخ آمون التى كانت تحفظ تابوته بعض أجزاء أو مقتطفات من كتاب البقرة السماوية . تعود جذور كتاب البقرة السماوية الى متون الأهرام ... فهو امتداد لها , من حيث أنه يبحث فى أسباب سقوط الانسانية فى دائرة الموت و التجسد فى جسد فانى و تجربة العيش فى عالم مادى غير مثالى يعتريه الموت و النقص و الآلم و المرض و المعاناه . يعتبر كتاب البقرة السماوية هو النسخة المصرية من قصة دمار البشر .... فالنسخة المصرية التى تصف دمار البشر بالنار عن طريق سخمت تقابل النسخة الآشوررية لدمار البشر عن طريق الطوفان . يحكى كتاب البقرة السماوية عن عصر ذهبى كان يحكم فيه رع الأرض , و كان البشر يعيشون على الأرض سويا مع النترو (القوى الكونية / الكائنات الالهية / الملائكة) . كان اليوم كله نهار/نور .... و لم تعرف الأرض الظلام , و لم يكن هناك عالم سفلى و لا موت و لا فناء و لا ألم . و رع فى المطلق هو رمز لمنظومة الطاقة الحيوية (طاقة الوعى) , و فى هذا السياق هو رمز للوعى الأعلى .... أى أن الانسان عاش لفتره بالوعى الأعلى / الكونى و هى حالة كان فيها البشر موصولين بالقوى الكونية و بالذات العليا ..... قد تكون فترة سابقة على تجسد الانسان فى جسد مادى يعتريه النقص و الموت و المرض و الألم . و لكن العصر الذهبى لم يستمر ... فالكتاب يحكى أن البشر "ثاروا على رع" , أى لم يحترموا منظومة الطاقة الحيوية و أرادوا الخروج من منظومة الكمال و تجربة المادة . أراد رع أن يعلم الانسانية درسا قاسيا و يريهم العواقب الوخيمة للخروج من الوعى الأعلى / الكونى .... فأرسل لهم عينه "سخمت" لتقوم بهذا الدرس القاسى . كانت سخمت فى الميثولوجيا المصرية هى ابنة رع , و عينه .... و من ألقابها سيدة أبيها رع (ست أبوها) . و سخمت هى أحد النترو (القوى الكونية / الكائنات الالهية) و هى طاقة ذات طبيعة نارية . أرسل رع "سخمت" الى البشر لتجلب للأرض الألم و الفناء ... و ليذوق الانسان الموت . عملت سخمت لمدة ثلاثة أيام , سفكت خلالها دماء كثير من البشر , و بعد أن ذاق الكثير من البشر الموت , أراد رع أن يوقف عمل سخمت ... فأمر الكهنة فأعدوا كميات كبيرة من النبيذ الأحمر سكبوها على الأرض و عندما شربت سخمت النبيذ "سكرت" , فتحولت الى حتحور . هناك علاقة وثيقة فى الميثولوجيا المصرية بين سخمت و حتحور ... فكلاهما ابنة رع (أى أحد القنوات الرئيسية للطاقة الحيوية فى الكون) .... و لكن طاقة سخمت هى طاقة نارية , قد تكون مدمرة أحيانا , أما حتحور فهى طاقة تناغم و حب و ايقاع , لذلك كانت حتحور هى ربة الايقاع , فهى التى تضبط ايقاع الأفلاك فى مجرة الطريق اللبنى (milky way galaxy) . و الاشارة الى حالة السكر التى حدثت ل "سخمت" أنما هى رمز لما يعرف ب تحول حالات الوعى (altered state of mind) التى يمكن للانسان عن طريقها الاتصال بالعوالم الأخرى . و يحكى الجزء الأخير من كتاب البقرة السماوية أنه بعد أن تحولت سخمت الى حتحور , ترك رع الأرض و صعد الى السماء / نوت / البقرة السماوية ليبحر على ظهرها . و نوت هى الحد الفاصل بين النظام و الفوضى .... و هى قبة السماء صورها الفنان على شكل بقرة , يرفعها الى أعلى شو (الفضاء) و هو الذى يفصل بين الأرض و السماء ... و يساعد شو فى رفع السماء 8 نسخ من "حح" و هو رمز الأبدية و اللانهائية . أما الشخص الذى يقف فوق قارب و يحمل فوق رأسه قرص الشمس فهو ملك مصر ... و هو تجسيد رع على الأرض , بعد أن صعد رع الى السماء . و بعد أن صعد رع الى السماء و أصبح يبحر على ظهر البقرة السماوية (نوت) أعاد تقسيم العالم . فأنشأ العالم السفلى للموتى و جعل أوزير (أوزوريس) ملكا لممكلة الموتى . و جعل "جب" هو القوة الكونية المسئولة عن الأرض , و جعل فى باطنها كثير من الحيات للعناية بمنظومة الطاقة الحيوية للأرض (خطوط الطاقة الحيوية للأرض Ley Lines تشبه الحيات) . و جعل رع القمر فى السماء , و جعل تحوت ملكا على مملكة القمر و رسولا لرع . "تحوت" هو قلب رع و لسانه و هو معلم الانسانية الأول ... فبعد أن ابتعد البشر عن رع (الوعى الأعلى) يمكنهم اعادة الاتصال به عن طريق علوم تحوت ( العلوم الهرمسية) و هى علوم الباطن / علوم ما وراء الطبيعة / الخيمياء