ابن سينا
ابن سينايعتبر ابن سينا من الرواد الأوائل في علوم الجيولوجيا عند العرب وآراؤه التي سندرجها تعتبر أساساً للعديد من العلوم الجيولوجية التي تطورت بعده .. كما أن رسالته في ( المعادن والآثار العلوية ) من كتاب الشفا تعتبر من أهم المصادر العلمية والتي اعتمد عليها العرب بعده في القرون الوسطى ، وقد ترجم إلى اللاتينية عام 1068م . وقد قال في ذلك مايرهوف ( نحن مدنون لابن سينا برسالته في تكوين الجبال والأحجار والمعادن ...فقد كتب عن تكون الحجارة :( إن كثيراً من الأحجار يتكونمن الجوهر الغالب فيه الأرضية وكثير منها يتكون من الجوهر الغالب عليه المائية فكثير من الطين يجف ويستحيل أولاً شيئاً بين الحجر والطين ، وهو حجر رخو ثم يستحيل حجراً ، وأول الطينيات ماكان لزجاً فإن لم يكن لزجاً فإنه يتفتت في أول الأمر فبل أن يتحجر )وهذا الرأي ينطبق مع رأي علماء الجيولوجيا حالياً بأن بعض الصخور الرسوبية تتكن من ترسبات المواد العالقة والدقيقةالمحمولة بالماء مكونة ما يسمى الطفال(Shale)وربما قصد( بأولى الطينيات التي تتفتت)الترسبات الرملية وصخورها الهشة ...أما عن تكون الحجارة من النار فقد قال : ( قد تتكون أنواع من الحجارة من النار ) وإن لمن الممكن أنه قصد بها الصخور النارية لذا فإن ابن سينا قد بين أن بعض الصخور قد تتكون نتيجة للترسب من الماء وأخرى نتيجة لتأثير النار . وبذا يكون قد سبق هتن في نظريته بأن الصخور ذات منشأين ناري ومائي ....كما أنه كتب عن تكون الطبقات الرسوبية :(ومن المحتمل أيضاً بأن اليابسة قد ارتفعت من البحر وبعد ذلك تصلبت الأطيان اللزجة فمثلاً يمكن أن نشاهد كيف أن بعض الجبال وكأنها تتكون من طبقات مختلفة ومن المحتمل أن يعود ذلك إلى الأطيان التي تكونت منها الجبال قد تكونت من طبقات مختلفة ، وفي البداية تكونت طبقة واحدة وخلال الفترة الزمنية التالية تكونت طبقة أخرى غطت الطبقة الأولى وفوق كل طبقة ترسبت مواد مغايرة بطبيعتها عن الطبقة التي سبقتها وأصبحت هذه المادة وسط بين هذه الطبقة والتي تليها ومن المحتمل أن الطبقة الوسطى بعد البدء بعملية التحجر قد تشققت ... ) (عدنان عاكف ، 1975 )ونلاحظ بأن الوصف أعلاه يمكن اعتباره الأساس العام لقانون تعاقب الطبقات( Law of superposition of strata )والذي طوّره العالم الانجليزي وليم سميث فأضاف إليه قانون تعاقب مجموعة الحيوانات ومجموعة النباتات ...أما بعض آرائه عن تكون الجبال فقد قال فيها :( والغالب أن تكونها من طين لزج جف على طول الزمان ، تحجر على مدد لا تتضبط فيشبه أن تكون هذه المعمورة قد كانت في سالف الأيام غير مغمورة في البحار فتحجرت إما بعد الانكشاف قليلاً قليلاً في مدد لاتفي التاريخيات بحفظ أطرافها ، وإما تحت المياه لشدة الحرارة المحتقنة تحت البحر ، والأولى أن يكون بعد الانكشاف ، وأن تكون طينتها تعينها على التحجر ، إذ تكون طينتها لزجة ، ولهذا ما يوجد في كثير من الأحجار إذا كسرت أجزاء الحيوانات المائية كالأصداف وغيرها ، ولا يبعد أن تكون القوة المعدنية قد تكونت هناك فأعانت أيضاً ، وأن تكون المياه قد استحالت أيضاً حجارة ، لكن الأولى أن يكون تكون الجبال على هذه الجملة ، وكثرة ما فيها من الحجر لكثرة مايشتمل عليه البحر من الطين ثم ينكشف عنه )وكما نلاحظ فقد أعطى للعامل الزمني أثره في تحول الصخور كما أنه أوضح بأن بعض الجبال قد تكونت نتيجة لترسب المواد من ماء البحر ...كما أنه كتب عن الزلازل ، وآاراؤه لاتختلف في بعض أجزائها عن الآراء الحديثة فيها .